مَنْ أمِنَ العقاب أساء الأدب . المساء الاخباري
إن من سُنن الله في الكون من يوم أن خلق سيدنا آدم عليه السلام إلى يوم الدين سُنة الثواب والعقاب، فكان أول عقاب هو طرد إبليس من الجنة وخروجه من رحمة الله عز وجل، وذلك عندما عصى أمر ربه بالسجود لسيدنا آدم، إذًا شريعة العقاب وضعها الله ليس لأنه يريد أو يحب أن يُعذب الناس، ولكن هدفها إصلاح حال الدنيا والبشر، فعندما يعلم الإنسان أنه إذا قام بفعل شيء ما أو عمل ما سواء كان خيرًا أو شرًا سيكون له حساب إما بالجنة أو النار، فإن هذا يجعل الإنسان يفكر ويراجع نفسه إما خوفًا من العقاب أو طمعًا في الثواب، فإذا لم يكن هناك هذه الشريعة لأصبحت الدنيا كالغابة وعشنا في فوضى عارمة.
ومن هنا أدرك الإنسان أهمية هذه الشريعة، وقام بسن القوانين التي تنظم المعاملات والعلاقات بين الناس، حتى تستقيم الحياة، فخوف الناس من هذه القوانين جعلهم يفكرون كثيرًا قبل أن يقدموا على أي عمل يخالف هذه التشريعات والقوانين، فتخيلوا معى إذا لم يكن هناك على السرقة أو القتل كيف سيكون حال الدنيا والبشر! سنجد هذا يسرق وذاك يقتل وعمت الفوضى وانتشر قانون الغاب القوى يأكل الضعيف.
وهذا هو حال الكائن الطفيلي المسمى إسرائيل، فهى أمِنت العقاب، وتعرف جيدًا أنها تفعل وستظل تفعل ما يحلو لها دون أن يحاسبها أحد، فكم من حكم صدر ضدها يدينها ويدين ما تقوم به من مجازر دون جدوى.
فقد ارتكب هذا الكيان الصهيوني الكثير من جرائم الحرب على مر التاريخ وآخرها ما نشهده حاليا في حربه الأخيرة على غزة، فقتلت المدنيين بدم بارد في مقابر جماعية، ومجازر يومية بالقصف المكثف لأماكن تجمع الفلسطينيين العزل سواء أطفال أو نساء أو حتى المسنين لم ترحمهم وأطلقت عليهم كلابها تنهش في لحمهم وهم أحياء، ومَنْ لم يمت في هذه الإبادة، مات بسلاح التجويع الذى تمارسه إسرائيل وخاصة على الأطفال، فإن ما تفعله إسرائيل جريمة إبادة شاملة، تمارس ضد الشعب الفلسطيني.
ومِن المفارقات العجيبة أنهم يطلقون على أصحاب الأرض ومَنْ يدافعون عن حقهم المسلوب منهم عنوة وقهرًا إرهابيين، كفانا لعبًا واستخفافًا بعقولنا فمتى كان صاحب الأرض الذى يدافع عن بلده وحريته إرهابيا، والغاصب المحتل الذى يقتل ويبيد ويدمر الأخضر واليابس هو مَنْ على حق وتمده أمريكا بالمال والسلاح! فما فائدة أن تعلن أمريكا مرارًا وتكرارًا أنها تريد وقف إطلاق النار وفى الوقت نفسه تمد إسرائيل طفلها المدلل بالمال والسلاح؟!
إرسال التعليق